المفردات :
(تُسِيمُونَ) ترعون ، والسائمة التي ترعى (وَما ذَرَأَ لَكُمْ) أى : وسخر ما خلق لكم ، ومن ذرأ أخذت الذرية وهي تشمل الثقلين إلا أن العرب تركت همزها (أَلْوانُهُ) أشكاله ومناظره (مَواخِرَ) جواري فيه تذهب وتجيء مقبلة ومدبرة بالريح وأصل المخر شق الماء عن يمين وشمال (رَواسِيَ) جبالا ثابتة (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) خوف أن تضطرب يمينا وشمالا بكم من ماد يميد إذا تحرك ومال (وَعَلاماتٍ) هي معالم الطرق بالنهار.
المعنى :
لما ذكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ ما أنعم به علينا من الأنعام والدواب شرع في ذكر نعمته علينا في المطر والنبات ، وما يتبع ذلك من ذكر السماء ونجومها والبحار وسفنها.
هو الذي أنزل من السماء ماء عذبا فراتا لكم منه شراب تسيغونه ليس ملحا بل هو النمير الصافي إذ أصله بخار تكاثف في الجو ثم حمله الريح إلى حيث شاء ثم نزل مطرا شرب منه الحيوان ونبت بسببه شجر وزرع ، فيه تسام الدواب وترعى (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ).
ينبت لكم ربكم به الزرع بجميع أصنافه وأشكاله ، وينبت لكم به الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات الأخرى التي لم يعرفها العرب المخاطبون بهذا الكلام أولا ، إن في ذلك لآية ودلالة على وحدانية الله وقدرته لقوم يتفكرون ، نعم إن في عملية المطر وخروجه من ماء البحر الملح ثم صعوده إلى السماء ونزوله منها حيث شاء ثم إنبات الزرع والشجر المختلف الأشكال والألوان بسببه مع أن الماء واحد والأرض واحدة ، إن في ذلك كله لآيات ودلائل لقوم يتفكرون ..
هو الذي سخر لكم الليل والنهار يتعاقبان ، الليل للسكون والهدوء والنوم والراحة ، والنهار للحركة وكسب الرزق ، وسخر الشمس والقمر كل في فلك يسبحون ذللها للنور والضياء ، والحياة والدفء والحرارة ولتعلموا عدد السنين والحساب بمسير الشمس