على من يكفله (كَلَمْحِ الْبَصَرِ) اللمح النظر بسرعة (مُسَخَّراتٍ) مذللات لأمر الله تعالى (جَوِّ السَّماءِ) الجو هو ذلك الفضاء اللانهائى المحيط بالأرض.
المعنى :
ضرب الله مثلا للأصنام المعبودة وهي لا تنفع ولا تضر ، والله الواحد الخالق البارئ فاطر السموات والأرض ، واهب الوجود ، والمنعم بكل شيء موجود ، ضرب الله مثلا : عبدا مملوكا لمالكه ، وهو لا يقدر على شيء أبدا ، فلا ينفع نفسه ولا غيره ، وحرا رزقناه منا رزقا حسنا ، وأعطيناه مالا وفيرا ، فهو ينفق المال سرا وجهرا في جهات الخير والبر ، هل يستوي هذا الذي لا خير فيه مع هذا الحر الغنى المنفق في وجوه البر والخير؟ هل يستوي الضار مع النافع؟!
لا يستوي هذا وذاك أيضا! ، ومن يسوى بين الصنم من حجارة أو خشب الذي لا يدفع عن نفسه الذباب وبين المولى القدير ـ جل جلاله ـ وتباركت أسماؤه صاحب اليد والنعم ، وله ملك السموات والأرض ، يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
الحمد لله ، والثناء بالجميل والشكر الجزيل لله الواحد القهار المنعم بجلائل النعم ، والمتفضل بجلائلها ، لا مانع لما أعطى. ولا معطى لما منع ، هو المستحق وحده للحمد والثناء لا إله إلا هو ، بل أكثرهم لا يعلمون الحق فيتبعوه ، ويعرفوا المنعم عليهم بالنعم الجليلة فيخصوه وحده بالتقديس والتنزيه.
ثم ضرب الله ـ سبحانه ـ مثلا ثانيا لنفسه ولما يفيض على عباده من النعم الدينية والدنيوية ، وللأصنام التي هي أموات بل لم تسبق لها الحياة وهي لا تضر ولا تنفع فقال.
وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم عيى مفحم ، مقطوع اللسان أخرس ، لا يقدر على شيء أبدا لعدم فهمه ، وعدم قدرته على النطق ، لا يقوم بحاجته ، ولا يؤدى عمله وهو كل على مولاه ، وثقل على قرابته ، هذا الإنسان الأبكم الذي لا يقدر على تحصيل شيء أبدا ، وهو كل على مولاه ، أينما يوجهه إلى أى جهة أخرى لا يأت بخير قط لأنه لا يفهم ولا يعقل ما يقال له.