الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٠٥))
المفردات :
(سُلْطانٌ) تسلط وقوة (بَدَّلْنا آيَةً) رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها (رُوحُ الْقُدُسِ) أى : جبريل (يُلْحِدُونَ) يميلون إليه ويشيرون (أَعْجَمِيٌ) العجمة في لسان العرب الإخفاء وضدها البيان ، ورجل أعجم وامرأة عجماء أى : لا يفصح.
المعنى :
من عمل عملا صالحا سواء كان ذكرا أو أنثى أو بأى صفة كانت وهو مؤمن بالله واليوم الآخر ومصدق بالنبي صلىاللهعليهوسلم فلنحيينه حياة طيبه كريمة حياة فيها سعادة ونعيم ، وقناعة وغنى عن الغير ، حياة فيها توفيق واتجاه إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ ، لا ضنك فيها ولا تعب : يقول عبد الله التستري : «الحياة الطيبة هي أن ينزع عن البعد تدبيره ويرد تدبيره إلى الحق» وقيل هي الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الحق هي كما يقول القرآن بأبلغ عبارة : حياة طيبة : هذا في الدنيا وأما في الآخرة فلنجزينهم أجرهم كاملا بأحسن ما كانوا يعملون.
ومعنى الاستعاذة بالله اللجوء إليه لجوءا صحيحا حتى يطرد من قبله الشيطان الرجيم ووسوسته له ، وحتى يكون قلبه مخلصا وعمله لله.
إنه ليس للشيطان سلطان ولا قوة على المؤمنين المتوكلين إنما سلطانه وقوته على الذين يتولونه والذين رسخ في نفوسهم حب المادة وحب الدنيا والذين هم بربهم يشركون ، وهذا كقوله تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ). [الحجر ٤٢]