(١٢٢) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٣) إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤))
المفردات :
(أُمَّةً) لها معان كثيرة والمراد بالأمة هنا الرجل الجامع للخير ، والذي يعلم الناس الخير (قانِتاً) مطيعا (اجْتَباهُ) اختاره ، واصطفاه (حَسَنَةً) المراد نعمة الولد أو الثناء أو الحسن أو النبوة (حَنِيفاً) مائلا عن الشرك والباطل.
المعنى :
ما لكم أيها العرب تحرمون وتحلون من عند أنفسكم؟ بدون الرجوع إلى دين حق أو شرع من الله ، ولا يصح لكم أن تقلدوا اليهود فيما حرم عليهم فعلى الذين هادوا وحدهم حرمنا ما قصصنا عليك من قبل في سورة الأنعام وكان التحريم بسبب ظلم ارتكبوه ، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ..
ولا تيأسوا أيها المشركون من رحمة الله فإن تبتم قبل الله عملكم وأثابكم وغفر لكم : ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة أى : جاهلين غير عارفين بالله ـ تعالى ـ وعقابه غير متدبرين للعاقبة لغلبة الشهوة عليهم ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا أنفسهم ، وعملوا صالحا إن ربك من بعدها لغفور رحيم.
وأنتم أيها العرب تدعون أنكم على ملة أبيكم إبراهيم ، ولكنكم كاذبون في دعواكم لأن إبراهيم كان أمة وحده جامعا لخصال الخير ، عالما معلما ، فيه من صفات الكمال والخلق ما يوازى ما عند أمة من الناس ، وكان مطيعا لله مائلا عن الشرك وعبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن ، ولم يك من المشركين ، شاكرا لأنعم الله عليه ، اختاره واجتباه ربه ، وهداه إلى صراط مستقيم معتدل لا عوج فيه.