المفردات :
(الْكَهْفِ) الغار الواسع في الجبل. (الرَّقِيمِ) هو اسم كلبهم ، وقيل : هو اسم الوادي. (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) المراد أنمناهم نوما ثقيلا بحيث لا يسمعون.
(أَمَداً) أى : غاية. (نَبَأَهُمْ) خبرهم صاحب الشأن والخطر. (شَطَطاً) القول الشطط : هو الخارج عن حد المعقول المفرط في الظلم. (مِرْفَقاً) المرفق ما يرفق به وينتفع. (تَزاوَرُ) أصله تتزاور أى : تتمايل مأخوذ من الزور أى : الميل وشهادة الزور فيها ميل عن الحق. (تَقْرِضُهُمْ) أى : تقطعهم ولا تقربهم ومنها القطيعة. (فَجْوَةٍ مِنْهُ) أى : متسع من الكهف. (بِالْوَصِيدِ) بالفناء وهو موضع الباب من الكهف. (بِوَرِقِكُمْ) الورق الفضة مضروبة للنقد أو غير مضروبة أى :
معدة للنقد أو غير معدة. (فَلا تُمارِ فِيهِمْ) أى لا تجادل أهل الكتاب في شأنهم.
المعنى :
سأل القوم رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قصة أصحاب الكهف متعجبين ممتحنين ، وسألوه عن الروح ، وعن ذي القرنين ، فقال الله مجيبا عن أصحاب الكهف.
أحسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا آية عجبا من بين آياتنا؟! لا تظن ذلك ، فآياتنا كلها عجيبة وغريبة ، فإن من يقدر على جعل كل ما على الأرض زينة لهم ينتفعون به ثم يجعله ترابا بين عشية أو ضحاها كأن لم تغن بالأمس قادر على كل شيء كالبعث وغيره فلا تستبعد أن يحفظ بقدرته طائفة من الناس زمانا معلوما ، وإن كانت قصتهم خارقة للعادة ، فإن آيات الله ـ سبحانه ـ دائما كذلك.
واذكر وقت أن صار الفتية إلى الكهف وجعله مأوى لهم ، فقالوا متجهين إلى الله وحده : ربنا آتنا من عندك رحمة واسعة ، وانشر علينا من ظلال فضلك ما تغمرنا ، وهيئ لنا من أمرنا الذي فارقنا عليه الكفار ما به تكون المصلحة لنا ونكون راشدين غير ضالين.
وهكذا حال المؤمنين الموفقين حينما تشتد عليهم الأمور وتتحزب يكون الله هو الملجأ الوحيد يطلبون منه العون والمدد ، ويسألونه الهدى والرشد.