وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠)
المفردات :
(لا يَرْجُونَ) لا يتوقعون لقاءنا (مَأْواهُمُ) ملجأهم الذي يلجئون إليه ، هذا توضيح لما سبق في آية ٤.
المعنى :
إن الذين لا يتوقعون لقاءنا في الآخرة للحساب لأنهم لا يؤمنون بالبعث والجزاء ، هؤلاء لا يخافون عذاب الله ، ولا يرجون ثوابه ، وقد رضوا بالحياة الدنيا ونعيمها بدل الآخرة وما فيها ، واطمأنوا بها لسكون أنفسهم إلى شهواتها ولذاتها ، والذين هم عن آياتنا القرآنية وآياتنا الكونية غافلون فلا يتدبرون ، ولا يتعظون ، أولئك ـ والإشارة للفريقين ـ ، وما فيها من معنى البعد لبعد مكانتهم في الضلال ، أولئك مأواهم النار ، وملجأهم الذي يلجئون إليه ، سبحانك يا رب!! النار يوم القيامة هي ملجأ الكافر والويل كل الويل لمن تكون النار مأواه وملجأه.
وذلك بما كانوا يكسبون من أعمال كلها تتنافى مع العقل والحكمة والدين .. هذا جزاء الفريق الكافر أما المؤمن فهذا جزاؤه.
إن الذين آمنوا بالله وصدقوا برسله ، وعملوا الصالحات الباقيات يهديهم ربهم إلى الخير والسداد ، والهدى والرشاد ، يهديهم ربهم إلى كل عمل يوصل إلى الجنة التي وصفها بقوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) وهذا مثل للراحة والسعادة والهدوء في الجنة وقد تقدم كثيرا.