إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (٥٧) أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨))
المفردات :
(مُخْلَصاً) أى : أخلصه الله واختاره لنفسه ، وقرئ مخلصا أى : أخلص في العبادة وابتعد عن الشرك والرياء (رَسُولاً) هو النبي صاحب الشريعة والكتاب. والنبي من ينبئ عن الله وله وحى وليس له كتاب كيوشع مثلا ويحيى وزكريا فكل رسول نبي ولا عكس (نَجِيًّا) أى : مناجيا ومصاحبا.
وهذه سلالة إبراهيم وذريته ، فخذوهم مثلا عليا لكم أيها المسلمون.
المعنى :
واذكر يا محمد في الكتاب ، واتل عليهم نبأ موسى ـ عليهالسلام ـ ، إنه كان مخلصا في عبادته بعيدا عن الرياء والسمعة. والشرك بكافة أنواعه ، وقد أخلصه الله لنفسه واجتباه وخلص الله نفسه من الدنس وحب الدنيا ، وكان رسولا نبيا ، وناداه ربه من جانب الجبل المسمى بالطور الجانب ذي اليمن والبركة أو الجانب الواقع في الجهة اليمنى لموسى ـ عليهالسلام ـ ، وقربناه تقريب تشريف حالة كونه مناجيا للحضرة العلية ، تراه مثل حاله بحال من قربه الملك لمناجاته واصطفاه لمصاحبته ، ولله المثل الأعلى ، وقيل قربه تقريب مكان حتى سمع صريف الأقلام ، وكلام الكبير المتعال ، ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون ، وجعلناه نبيا كما طلب من المولى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي) (١) ، (قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) (٢) (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣).
__________________
(١) طه الآيتان ٢٩ و ٣٠. ـ
(٢) الشعراء الآيتان ١٢ و ١٣. ـ
(٣) طه الآية ٣٦.