المفردات :
(نَتَنَزَّلُ) النزول على مهل (نَسِيًّا) ناسيا (سَمِيًّا) شريكا له في الاسم أو في المسمى بمعنى ليس له مثيل ولا شبيه.
سبب النزول. روى أن جبريل احتبس أربعين يوما ، وقيل خمسة عشر يوما ، وذلك حين سئل الرسول عن قصة أصحاب الكهف ، والروح ، وذي القرنين ، فلم يدر بما يجيب ، ورجا أن يوحى إليه فيه فتأخر الوحى فشق ذلك عليه مشقة شديدة ، وقال المشركون. ودعه ربه وقلاه فلما نزل جبريل ـ عليهالسلام ـ قال له النبي صلىاللهعليهوسلم. أبطأت حتى ساء ظني واشتقت إليك! قال إنى كنت أشوق ، ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت ، وإذا حبست احتبست وأنزل ـ سبحانه ـ هذه الآية وسورة الضحى.
المعنى :
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ حكاية على لسان جبريل حين استبطأه النبي ، وما ننزل إلا بأمر ربك فليس نزولنا وقتا بعد وقت عن أمرنا ، وإنما هو بأمر ربك على حسب الحكمة! وما يراه صوابا ، ثم أكد هذا بقوله : له ما بين أيدينا من الجهات والأماكن ، وما خلفنا منها ، وما بين ذلك مما نحن فيه ، فلا نملك أن ننتقل من جهة إلى أخرى ، ومن مكان إلى مكان إلا بأمر المليك ومشيئته ـ سبحانه وتعالى ـ فهو الحافظ العالم المحيط القادر المقتدر الذي لا يجوز عليه الغفلة والنسيان وما ربك ناسيا لشيء أبدا ، بل هو المحيط بكل شيء لا تخفى عليه خافية ، ولا يعزب عنه مثقال ذرة ، رب السموات والأرض ، وما بينهما فكيف نقدم على فعل إلا بعد أمره وإذنه على حسب حكمته ، وما كان ربك ناسيا لك ، وما ودعك ربك وما قلاك.
وقيل : هو حكاية لقول المتقين حين يدخلون الجنة على معنى ، وما ننزل الجنة إلا بأمر ربك حيث يمن علينا بالثواب ، وهو المالك لرقابنا المتصرف في أمورنا ، وما كان ربك ناسيا لأعمالنا التي قدمناها في الدنيا ، وكيف يجوز النسيان على رب السموات والأرض وما بينهما؟!!
ثم يقول لرسوله : وحين عرفت ربك بهذا الوصف العالي وهو الموصوف بكل جميل