أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (١٧) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨))
المعنى :
لون من ألوان خداعهم ومكرهم بالرسول صلىاللهعليهوسلم وهو أن يطلبوا منه أن يأتى بقرآن غير هذا ، أو يبدله ، والذي دفعهم إلى هذا كفرهم وعجزهم عن أن يأتوا بمثله ، ولقد مكروا ، ومكر الله ، ولقنه الجواب وهو خير الماكرين.
أرسل الله محمدا صلىاللهعليهوسلم إلى الناس كافة ، ودعا قومه العرب إلى دينه طالبا منهم التوحيد ، ومنذرا لهم ومبشرا ، وفي يمينه القرآن المعجزة الباقية ، والحجة الدامغة وقد تحدى العرب به بأسلوب مثير لهم ، تحداهم بعشر سور أو بسورة منه فعجزوا مجتمعين ، وفيهم الفصحاء والشعراء والخطباء (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١) ، والقرآن لا
__________________
(١) سورة الإسراء آية ٨٨.