إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى (٤٠) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١))
المفردات :
(سُؤْلَكَ) مسئولك أى : مطلوبك (مَنَنَّا) المن : الإحسان والإفضال (التَّابُوتِ) صندوق من الخشب (فَاقْذِفِيهِ) فألقيه واطرحيه (فِي الْيَمِ) البحر والمراد نهر النيل (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) ولتربى وأنا مراعيك ومراقبك (فُتُوناً) اختبرناك اختبارا حتى تصلح للنبوة والرسالة (عَلى قَدَرٍ) على وعد وأمر مقتضى به (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) اصطنعتك لوحيي ورسالتي (وَلا تَنِيا) تضعفا في أمر الرسالة ، والونى : الضعف والفتور والكلال والإعياء.
مر ببني إسرائيل فترة عصيبة ، وهم في مصر تحت حكم فرعون ، فأخذ يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم ، ويذيقهم العذاب ألوانا.
في أثناء تلك العاصفة الهوجاء ولد لرجل من بنى إسرائيل يقال له عمران من زوجته (يوكابد) ولد فلما ولدته خبأته عن عيون من يطلبه من أعوان فرعون وجنوده لقتله فمكث عندها ثلاثة أشهر فلما خافت افتضاح أمرها أعلمها الله وعلمها عن طريق الوحى بنبي ، أو ملك ، أو إلهام أن تصنع له ما يشبه الصندوق وتطليه بالزفت والقطران ، وتلقيه في اليم ففعلت ، ووكلت لأخته مريم أن تتبع أثره ، وتعلم خبره.