أفعصيت أمرى؟ وكان أمره له (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [سورة الأعراف آية ١٤٢].
ويصح أن يكون المعنى أفعصيت أمرى لك بالقيام لله ومنابذة من خالف دينه ، وأقمت بين هؤلاء الذين اتخذوا العجل إلها!!
قال معتذرا. يا ابن أمى لا تأخذ بشعر رأسى ولا بلحيتي وقد كان موسى فعل ذلك من شدة الغضب ، وإنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل لو قاتلت ولم ترقب وتنتظر قولي ، اجتهد هارون فرأى أن طريق المسالمة خير من القتال ، وفي موضع آخر اعتذر بقوله. (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) [سورة الأعراف آية ١٥٠].
ثم توجه موسى إلى خطاب السامري فقال. ما خطبك يا سامرى!! ما حالك وما الذي دهاك حتى تعمل هذا؟!!
قال بصرت بما لم يبصروا به ، وعلمت ما لم يعلموا فقبضت قبضة من أثر الرسول ـ وهو جبريل ـ فما وضعتها على شيء إلا دبت فيه الحياة ، ولما رأيت بنى إسرائيل يطلبون منك أن تجعل لهم إلها كما لهؤلاء الذين يعكفون على الأصنام آلهة زينت لي نفسي ذلك وعملت لهم إلها عجلا جسدا لها خوار كالذي يعبده المصريون.
ويروى الشيخ النجار في كتابه قصص الأنبياء ص ٢٢٤ أما قول السامري (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها) فمعناها على ما اخترت أنه قبض قبضة من أثر الرسول أى تعاليمة وأحكام التوحيد التي جاء بها الرسول ـ وهو موسى ـ فنبذتها أى ألقيتها وأهملتها (وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) وهذا رأى لا ضير فيه وفي كتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن الذي صنع العجل هو هارون أخو موسى ، وهو كذب وافتراء يضيفونه إلى سلسلة الأكاذيب التي ينسبون فيها إلى رسل الله أحط الأعمال وأحقرها.
قال موسى للسامري. اذهب فإن جزاءك في الدنيا أن حالك تصل إلى أن تقول لغيرك لا مساس فأنت تنفر من الناس وتعيش منبوذا مطرودا وذلك جزاء الظالمين.
أما في الآخرة فإن لك موعدا هو يوم القيامة لن تخلفه أنت ، ولن تمكن من خلفه والله لا يخلف الميعاد. فهو حاصل قطعا وستأخذ فيه جزاءك الأوفى.
وأما هذا الإله الباطل فحكمه الإحراق وأن يذرى في الماء.