المفردات :
(رُشْدَهُ) الرشد : اسم جامع للهدى والخير ووجوه الصلاح (التَّماثِيلُ) جمع تمثال وهو الصنم ، والتمثال : اسم المصنوع الذي يشبه المصنوع الذي يشبه خلقا من خلق الله تعالى (عاكِفُونَ) مقيمون على عبادتها (فَطَرَهُنَ) خلقهن وأبدعهن (لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) لأمكرن بها (جُذاذاً) فتاتا ، والجذ الكسر والقطع وقرئ جذاذا أى : كسرا وقطعا جمع جذيذ وهو الهشيم. قال الشاعر :
جذذ الأصنام في محرابها |
|
ذاك في الله العلىّ المقتدر |
(عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) بمرأى منهم (نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) عادوا إلى جهلهم (أُفٍ) صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر (نافِلَةً) زيادة على ما سأل ...
وفرق بعضهم بين الصنم والوثن فالصنم هو المصنوع من المعدن يذوب في النار ، والوثن المصنوع من الخشب أو غيره ، وأما التمثال فيلاحظ فيه أنه يشبه إنسانا أو حيوانا ...
إبراهيم خليل الله وأب الأنبياء ، ذكر في القرآن كثيرا لعدة أغراض ، وكان قومه أهل أوثان ، وكان أبوه نجارا ، يصنع الأصنام ويبيعها للناس ، وأما إبراهيم فقد صنعه الله على عينه ؛ ورباه على يده ، وهداه إلى الرشد فعلم أن الأصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تغنى شيئا ، وما هي إلا خشبة أو حجر صنعها أبوه أمامه بالقدوم.
وها هو ذا إبراهيم قد رأى في الأوثان العجب ، وفي عبادتهم لها ما يبعث الهم والحزن ، فأخذ يناقشهم ويجادلهم تارة بالحسنى ، وطورا بالشدة ، مرة مع أبيه ، وأخرى مع الملك ، وثالثة مع الجمهور ، جادل وناقش فلما لم ينفع حطم الأصنام بيديه ليكلموه في شأنهم لعلهم بذلك يرجعون إلى الصواب ، وانتهى الأمر إلى أن أوقدوا له نارا ، وألقوه فيها فنجاه الله منها ثم هاجر من بلده (فدان آدرام) بالعراق إلى الشام ثم وهب الله له إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب نافلة ، وكانوا لله عابدين.