المفردات :
(حَصَبُ جَهَنَّمَ) حطب جهنم ووقودها ، وكل ما ألقيته في النار قد حصبتها به (وارِدُونَ) داخلون (زَفِيرٌ) الزفير : صوت نفس المغموم الذي يخرج من القلب (حَسِيسَها) صوتها وقيل : حركاتها (مَا اشْتَهَتْ) الشهوة : طلب النفس اللذة (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) هو النفخة الثانية (نَطْوِي) الطى ضد النشر (السِّجِلِ) هو الصحيفة والمراد كطىّ الصحيفة على ما فيها من الكتابة (الزَّبُورِ) زبرت الكتاب أى كتبته ، وعلى ذلك صح إطلاق الزبور على التوراة والإنجيل والقرآن ...
ترتيب عجيب محكم ، هذه الآيات الكونية ناطقة بالتوحيد ، وهؤلاء هم الرسل جميعا يدعون إليه فما حال من يشرك بعد ذلك؟!!
لقد ذكرت الآيات مشهدا من مشاهد يوم القيامة تجلت فيه نهاية الموحدين والمشركين روى عن ابن عباس : أنه لما نزلت آية (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) شق على كفار قريش ذلك ، وقالوا : شتم آلهتنا ، وأتوا ابن الزبعرى وأخبروه فقال : لو حضرت لرددت عليه قالوا : وما كنت تقول؟ قال : كنت أقول له : هذا المسيح تعبده النصارى ، وعزير تعبده اليهود ، أفهما من حصب جهنم؟ فعجبت قريش من مقالته ، ورأوا أن محمدا قد خصم ، أى : غلب في المخاصمة ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) وفيها نزل (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أى : يضجون من سورة الزخرف.
المعنى :
إنكم أيها الكفار والمشركون أنتم وما تعبدون من دون الله من صنم أو وثن أو شيطان أو حيوان أو نجم أو غيره حصب جهنم ووقودها (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) (١) أنتم جميعا لها واردون ، وفيها داخلون. وانظر يا أخى إلى نار وقودها الناس والحجارة!! وقالوا : إن المراد بالحجارة حجارة الكبريت. وقانا الله شرها.
انظر إلىّ بعقلك ، وتفهم قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ فإنه أوضح من الشمس.
__________________
(١) سورة البقرة الآية ٢٤.