إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢))
المفردات :
(آذَنْتُكُمْ) أعلمتكم ، مأخوذ من الآذن ، أى : الإعلام.
بعد ذلك البيان الرائع ماذا يكون موقف النبي؟ إنه الرحمة المهداة ، عليه البلاغ ، وعلى الله الحساب.
المعنى :
عرفنا فيما مضى جزاء المشركين بالله. والمؤمنين به ، وكانت العاقبة للمتقين وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم هو مفتاح الخير ، وباب الرحمة ، ولقد صدق الله (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) أى : للناس أجمعين أما أتباعه فرحمته عمتهم وفضله ونوره وسعهم ، وغيرهم كذلك ، وإن كان عن طريق غير مباشر.
ولسنا مبالغين إذ قلنا إن الرسول صلىاللهعليهوسلم أول من شرع العدل وسنه وأول من حكم بالقسط ، وقنن القوانين الحكمية ، وهو أول من بذر بذور الديمقراطية الصحيحة في العالم ، وهو أول من نصر الضعيف وأعان المظلوم ، وانتصف للفقير من الغنى ، وساوى بين الخصمين ، وسوى بين أتباعه وأتباع غيره ، وأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وكتابه هو المصباح الذي أنار للعالم طريقه ، وكان فاتحة الخير والهدى والعلم والمعرفة ، كان البلسم الذي هذب عقلية الفرس ، والرومان ، وكون فلسفة إسلامية عالية.
وبدينه ولدت العلوم والمعارف في الشرق أولا ثم انتقلت إلى الغرب عن طريق