المفردات :
(رَيْبَ) شك (نُطْفَةٍ) النطفة : المنى وهو ما يخرج من صلب الرجل سمى نطفة لقلته ، والنطف القطر (عَلَقَةٍ) العلقة : الدم الجامد. وقيل : الطري (مُضْغَةٍ) المضغة : قطعة لحم قليلة. قدر ما يمضغ (أَشُدَّكُمْ) كمال قوتكم (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) المراد : الهرم والخرف حتى لا يعقل (هامِدَةً) يابسة لا نبات فيها (اهْتَزَّتْ) تحركت وتفاعلت (وَرَبَتْ) نمت وارتفعت بالنبات (زَوْجٍ) لون وصنف (بَهِيجٍ) حسن للدين الإسلامى مقصدان مهمان جدا ، وأساسان عليهما يدور ، وعليهما تبنى الفروع ، أما الأول : فتوحيد الله. واتصافه بكل كمال ، وتنزيهه عن كل نقص ، وأما الثاني : فإثبات البعث والحياة الأخرى ، وما يتبعها من ثواب وعقاب وغيره ، إذا لا غرابة في تكرارهما في القرآن والسنة ، وإثباتهما والاستدلال عليهما بالآيات الكونية وغيرها.
المعنى :
يا أيها الناس جميعا من كل جنس ولون ، في كل عصر وزمن ، إن كنتم في شك من البعث ـ وهذا الشك يجب أن يكون بسيطا جدّا يزول بأدنى تنبيه لتضافر الأدلة على ثبوته ـ فاتركوه ، وانظروا مما خلقتم؟!!
ولقد كان اعتماد المنكرين للبعث على أنه يستحيل حياة بعد موت وتفرق للإجراء وانعدام لها بل تحولها إلى شيء آخر ، ومن الذي يعيد الحياة لتلك العظام النخرة التي أصبحت ترابا أو صارت ذرات في الهواء ، أو انتهى أمرها إلى بطون السباع أو بطون السمك والحيتان؟!! وعلى أى وضع يكون حساب وعقاب؟!! فنزل القرآن ينادى بالبعث ، ويسوق الأدلة كالصواعق أو أشد ، (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)؟!! [الرعد ٥] (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ). [الإسراء ٥١] (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس ٧٨ ـ ٨٠].