وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨))
المفردات :
(آمَنُوا) الإيمان : هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (وَالَّذِينَ هادُوا) وهم أتباع موسى ـ عليهالسلام ـ لقولهم : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) بمعنى رجعنا وتبنا (وَالصَّابِئِينَ) قوم يعبدون النجوم والكواكب (وَالنَّصارى) هم أتباع المسيح ـ عليهالسلام ـ (وَالْمَجُوسَ) عبدة النار من الفرس وغيرهم وهم يقولون بأن هناك إلهين للخير والشر ، وللعالم أصلين نورا وظلمة (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) هم مشركو العرب الذين يعبدون الأصنام والأوثان (يَسْجُدُ) يخضع وينقاد لما يجريه عليه من حكم.
المعنى :
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يهدى من يريد لأنه يستحق الهداية على حسب ما اطلع على نفسه وميله في الأزل بحيث لو ترك وحده لاختار ما قدره الله له ، وهو يحكم بين الخلائق كلها بالعدل والقسطاس المستقيم ؛ فلا يظلم نفسا شيئا ، وإن كان مثقال حبة من خردل.
فالذين آمنوا بالله وكتبه واليوم الآخر ، وهم المسلمون الموحدون المؤمنون بالنبي محمد صلىاللهعليهوسلم وبإخوانه الأنبياء جميعا (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [سورة البقرة آية ٢٨٥].
والذين هادوا وهم أتباع موسى ـ عليهالسلام ـ ، ولو كانوا أتباعا له حقيقة ، ولم يغيروا ويحرفوا التوراة لآمنوا كذلك بعيسى ومحمد صلىاللهعليهوسلم :
والصابئون الخارجون عن حدود الدين العابدون للكواكب ، والنصارى من أتباع عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله ، ولو كانوا كذلك لآمنوا بمحمد خاتم الأنبياء والرسل فدينه ينسخ كل ما تقدمه ، وفي التوراة والإنجيل البشارة الصحيحة بالنبي محمد صلىاللهعليهوسلم