أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤))
المفردات :
(خَصْمانِ) فريقان متنازعان (الْحَمِيمُ) الماء البالغ النهاية في الحرارة (يُصْهَرُ) الصهر : الإذابة (مَقامِعُ) جمع : مقمعة ، وهي : قطعة من الحديد اتخذت آلة للقمع سميت مقمعة لأنها تقمع المضروب أى : تذله (الْحَرِيقِ) أى : العذاب المحرق (مِنْ أَساوِرَ) جمع أسورة التي هي جمع سوار فالأساور جمع الجمع ، وهي حلية تلبسها النساء الآن في معاصمها (وَلُؤْلُؤاً) هو ما يستخرج من البحر من جوف الصدف (وَهُدُوا) أى : ارشدوا.
المعنى :
هذان فريقان من الناس يتميز كل منهما عن الآخر ، وقد اختصموا في شأن ربهم الذي خلقهم ، فريق منهم في الجنة ، وفريق في السعير ، فريق كفر بالله وبرسوله ، ولم يكن عنده استعداد للإيمان بالغيب والحياة الأخروية ، وفريق آمن بالله وبرسله وآمن بالغيب والحياة الآخرة.
أما الفريق الأول : فهم الذين كفروا ، وكان جزاؤهم أنه قطعت لهم ثياب من نار أى : سويت وجعلت لهم لباسا ، تراه قد شبه النار بالثياب لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب ، وقيل إنها ثياب من نحاس مذاب من شدة الحرارة فصار كالنار ، وهذه هي السرابيل التي ذكرت في قوله تعالى : (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) (١)
__________________
(١) سورة إبراهيم الآية ٥٠.