الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩))
المفردات :
(الْأَعْرابُ) اسم جنس للعرب الذين يسكنون البوادي أى : الصحارى ، والعرب : اسم جنس لسكان البدو والحضر (وَأَجْدَرُ) أى : أحق (مَغْرَماً) غرامة خسرانا لازما (الدَّوائِرَ) جمع دائرة وهي ما تحيط بالإنسان والمراد بها ما لا محيص عنه من مصائب الدهر (دائِرَةُ السَّوْءِ) أى : دائرة الضر والشر والمراد الدائرة السوءى.
هذا بيان لحال المنافقين من سكان البوادي بعد بيان حالهم من سكان المدن والحضر.
المعنى :
الأعراب أشد كفرا ونفاقا من غيرهم سكان المدينة لأنهم أغلظ طبعا وأقسى قلبا ، وهذا طبع سكان الصحارى من الأمم لكثرة اختلاطهم بالحيوان ، ورعيهم للأنعام ، وهذا حكم مسلم.
وهم أجدر وأحق من سكان المدن ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله من آيات بينات ، إذ لم يباشروا الرسول صلىاللهعليهوسلم وهو يطبق النظريات القرآنية العلمية بعمله وشرحه (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (١) وليس هذا طعنا في ملكتهم اللغوية أو مقدرتهم العقلية ولكنه نقص في التطبيق العملي والله عليم بخلقه ، حكيم في حكمه وشرعه ـ سبحانه وتعالى ـ.
ومن الأعراب من يتخذ لنفسه ويختار ما ينفقه على أنه مغرم وغرامة لازمة ، لا يرجون ثوابا ولا يأملون خيرا بل ينفقون للرياء والسمعة وطمعا في التقرب من المسلمين
__________________
(١) سورة النحل الآية ٤٤.