بالقرآن ، ووعد بحفظه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) لرأينا الوثنية منتشرة فينا ، ومع جهاد العلماء ورجال الدين ففيه كثير من الفرق الشيعية والخوارج وغيرهم ضل بهم السبيل.
هؤلاء هم أولاد المؤمنين من قوم نوح ، ولكنهم كفروا وأشركوا بالله فقال رسولهم هود : اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوا به شيئا ، فما لكم من إله يستحق العبادة غيره ، أفلا تتقون وتخافون منه؟!!
وقد وصف الله الذين خرجوا على هود وتزعموا قومهم ، وقادوهم إلى الكفر والعصيان بثلاث صفات من أسوأ الصفات :
(أ) كفروا بالله وبرسوله. (ب) وكذبوا بلقاء الآخرة ، ولم يؤمنوا بالبعث. (ج) أترفوا في الحياة الدنيا ، أى أصابهم داء الترف الذي يعمى القلوب ، ويجعلها في أكنة من وعاء الخير حتى لا يصل إليها شيء منه.
وهؤلاء الذين كفروا ، وكذبوا بيوم القيامة ، وأترفوا في الحياة الدنيا قالوا ، وبئس ما قالوا ، ونطقوا بشبه واهية لم تستحق العناية ، ولا الرد عليها.
أولى الشبهات : هذا الذي يدعى أنه رسول ما هو إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ، ويشرب مما تشربون منه ، فلا فضل له عليكم أبدا فكيف يدعى الفضل عليكم ويتعالى بدعوة الرسالة من الله إليكم ، وأقسموا لئن أطعتم بشرا مثلكم ليس له فضل ولا مزية. إنكم إذا لخاسرون ؛ الشبهة الثانية : كيف يعدكم أنكم تخرجون وتبعثون إذا متم وكنتم ترابا ، وعظاما بالية؟! هيهات هيهات لما يعدكم به ، وبعيد بعيد ما يدعيه من أن هناك حياة أخرى غير الحياة الدنيا!!
ثم أكدوا نفى نظرية البعث : ما هي إلا حياتنا الدنيا ، وليس بعدها حياة ثانية أبدا ، ولكن هي الدنيا نحيا فيها ونموت ، وما يهلكنا إلا الدهر وما نحن بمبعوثين.
وأما هذا الرجل الذي يدعى النبوة وإثبات البعث فما هو إلا رجل اختلق على الله الأكاذيب ، وادعى أنه رسول الله ، وما نحن له بمؤمنين ولا يمكن أن نصدقه جميعا في دعواه.
ولما يئس الرسول ـ عليهالسلام ـ من قبول الأصاغر والأكابر للدين فزع إلى ربه