خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢))
المفردات :
(بِالْإِفْكِ) الكذب البعيد عن الصدق (عُصْبَةٌ) جماعة من الأربعة فصاعدا (لا تَحْسَبُوهُ) لا تظنوه (شَرًّا) الشر ما زاد ضرره على نفعه والخير ما زاد نفعه على ضرره (كِبْرَهُ) وفي قراءة كبره ـ بالضم ـ وهو معظم الشيء (أَفَضْتُمْ) الإفاضة الخوض مع الإكثار كأنهم زادوا في حديثهم حتى فاض من جوانبهم كما يفيض الماء من إنائه (تَلَقَّوْنَهُ) تلقى الشيء استقباله والتهيؤ لأخذه ، والتلقف كالتلقى إلا أنه يلاحظ فيه معنى السرعة في الالتقاط (هَيِّناً) سهلا لا مؤاخذة فيه (بُهْتانٌ) كذب مختلق لا أساس له يفاجأ به الشخص ، ولم يكن يخطر له على بال فإن المرمى به يبهت ويدهش (تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) تفشو وتظهر والفاحشة الفعل القبيح المفرط في القبح وقيل الفاحشة في هذه الآية القول السيئ (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) المراد مسالكه ومذاهبه ووساوسه ، وواحد الخطوات خطوة وهو ما بين القدمين (السَّعَةِ) الغنى والثراء (وَلا يَأْتَلِ) لا يحلف من الألية وهي اليمين (وَلْيَعْفُوا) أى : يمحو الذنب حتى يعفو كما يعفو أثر الربع.
سبب النزول : كان من عادته صلىاللهعليهوسلم إذا خرج إلى غزوة أقرع بين نسائه ، فمن خرجت قرعتها أخذها معه ، وفي عزوة بنى المصطلق في السنة السادسة للهجرة خرج ومعه عائشة وفي رجوعه إلى المدينة نزل منزلا مع القوم ثم أمر بالرحيل ، فسارت عائشة