ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠))
المفردات :
(دَابَّةٍ) الدابة ، اسم على لكل ما دب ودرج على وجه الأرض ، وقد يستعمل في العرف العام : خاصة بذوات الأربع (يَتَوَلَّى) يعرض (مُذْعِنِينَ) طائعين منقادين (ارْتابُوا) شكوا (يَحِيفَ) يجور ويظلم.
وهذا من تتمة الأدلة على كمال القدرة ، وتمام العلم والحكمة ، مع التعرض لبعض من عميت بصائرهم فلم يهتدوا بنور الحق كالمنافقين.
المعنى :
والله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق كل دابة تدب على الأرض من إنسان وحيوان ، وطير ، ووحش ، وغيرها. خلق كل ذلك من ماء ، وهل هو المنى الحيواني الذي يخرج من كل كائن حي للقاح؟ أم المراد بالماء العنصر المعروف ، بناء على أنه داخل في قوام كل حيوان ، ولا غنى عنه في تخلق الحيوان وحياته ، كل هذا يصح.
وأيّا ما كان فإن هذه الآية تشبه في الدلالة على باهر القدرة ، قوله تعالى : (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [سورة الرعد آية ٤] فقد خلق الكل من الماء ثم باين بين الأنواع مباينة تامة ، وفي هذا دلالة على كمال القدرة.
فمنهم من يمشى على بطنه ، وهذا النوع أظهر في الدلالة حيث يمشى بلا رجلين ومنهم من يمشى على رجلين ، ومنهم من يمشى على أربعة أرجل ، وقد عبر بمن وهي للعقلاء تغليبا ثم عبر في كل نوع بها للمشاكلة فإن من يمشى على رجلين يدخل فيه الإنسان والطير فعبر بمن تغليبا ، وعبر بها في غيره المشاكلة.