وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤))
المفردات :
(جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) قدر طاقتهم من اليمين (وَيَتَّقْهِ) أى : ويتق فالهاء للسكت.
المعنى :
لقد مضى الكلام في المنافقين المترددين في قبول حكم الله وحكم رسوله ، الذين يسيرون مع الإسلام إذا كانت لهم مصلحة ، فإن ابتعدت المصلحة ابتعدوا عن الإسلام وركبه ، واعلم يا أخى أن هذه أمراض لا زلنا نراها في كثير من الناس؟ أما المؤمنون الصادقون فها هو ذا قولهم الحق الناشئ عن إيمانهم الصدق ، إنما كان قول المؤمنون إذا دعوا إلى الله ورسوله في أى شيء يتعلق بهم وبخاصة في الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله ، إنما كان قولهم أن يقولوا بألسنتهم وقلوبهم : سمعنا وأطعنا ، أى : سمعنا دعوتكم للتحاكم لرسول الله وشرعه ، وأطعناكم فيما تطلبون ، وتلك مقالة المؤمنين الواثقين المتمكنين.
ومن يطع الله ورسوله في أمور الدين كلها ، ومن يخش الله أى : يخف عذابه وعقابه فيما مضى من الذنوب ، ويتقه فيما يستقبل منها فأولئك هم الفائزون وحدهم ، لأجل اتصافهم بطاعة الله وطاعة رسوله وبخشيته وتقواه.
ثم عاد الكلام إلى الفريق الأول من المنافقين ، وما أكثرهم في كل زمان ومكان وأقسموا بالله جهد طاقتهم من الأيمان ؛ لئن أمرتهم ليخرجن إلى العدو أو ليخرجن من أموالهم بالصدقة ، فيرد الله عليهم قائلا : قل لهم : لا تقسموا ... طاعتكم معروفة. فأنتم تطيعون في السهل من الأمور كالصلاة مثلا ، أما صعبها كتحكيم كتاب الله أو الجهاد أو الشيء يحتاج إلى بذل وعطاء فلستم معنا إن الله خبير بما تعملون.
قل لهم يا محمد : أطيعوا الله وأطيعوا رسوله في كل ما فرض الله وسن رسوله ،