نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (١٩) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (٢٠))
المفردات :
(بُوراً) هلكى مأخوذ من البوار أى : الهلاك.
المعنى :
هذا مشهد من مشاهد يوم القيامة ، مشهد يتبرأ فيه المتبوعون من التابعين ويتخلص المعبودون من العابدين بل يكذبونهم فيما يقولونه عنهم وفي هذا تأييد لأهل الحق والإيمان ، وكشف لستر المخدوعين المغرورين بالأصنام والأوثان ومن عبدوهم من دون الرحمن.
ويوم يحشرهم ربك وما يعبدون من دون الله ، فيقول لهم على سبيل التقرير والتثبيت ليقروا بما يعلمون عن هذا السؤال فيظهر الحق وينكشف الصبح : أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء الذين عبدوكم أم هم ضلوا السبيل؟ وهذا السؤال كما يقول علماء البلاغة للتقرير أى : حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه هو ، ونظيره قول الله لعيسى ابن مريم : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)؟ [سورة المائدة آية ١١٦].
وكان جواب المعبودين من الملائكة والجن والإنس كعيسى والعزير وغيرهم وكذا الأصنام ـ وجوابهم بلسان الحال أو المقال ـ سبحانك ربنا وتنزيها لك!! ما كان ينبغي لنا نحن العبيد الفقراء إليك ، المستعينين بك العابدين لك وحدك. ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وآلهة فما بال هؤلاء؟!! ، وقيل المعنى : ما كان يصح لنا ولا يستقيم منا أن نتخذ أولياء من دون الله ، فكيف يصح لنا أن نحمل غيرنا على أن يتولانا دونك ، سبحانك هذا بهتان منهم عظيم!.