فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩))
المفردات :
(تَشَقَّقُ) تتفتح السماء عن الغمام : (الْحَقُ) الثابت الذي لا يزول (عَسِيراً) شديدا (يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) كناية عن الندم (خَلِيلاً) صاحبا وصديقا (الذِّكْرِ) المراد القرآن (خَذُولاً) الخذل الترك من الإعانة.
المعنى :
واذكر يوم تتشقق السماء عن الغمام. وتتفتح عنه ، وتنزل عنه ، وتنزل الملائكة من السماء ومعها صحائف الأعمال لتحاسب الخلق! وهذه الآية قريبة من قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ) [البقرة ٢١٠].
الملك يوم إذ تنتهي الخلائق إلى يوم الفصل ، وتزول الدنيا ومعالمها ، الملك الحق يومئذ للرحمن «لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار» وكان هذا اليوم على الكافرين عسيرا وشديدا ، إذ هو يوم الفصل والقول الحق (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [سورة المدثر الآيتان ٩ و ١٠] أما المؤمنون فلا يحزنهم الفزع الأكبر ، واذكر يوم يعض الظالم على يديه ندما وأسفا على ما فرط منه ، ويقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا نافعا ، وطريقا موصلا الى الخير ، وتركت طرق الغي والشيطان التي أتبعتها ؛ وكانت عاقبة أمرها خسرا.
يا ويلتى احضرى ، فهذا أوانك! ليتني لم أتخذ فلانا هذا الذي أضلنى لم أتخذه خليلا وصديقا حميما أتبعه فيما يشير علىّ به.
روى أنها نزلت في عقبة بن أبى معيط ، وكان صديقا لأمية بن خلف وأطاعه في إيذاء الرسول صلىاللهعليهوسلم.