فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٧٦) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (٧٧))
المفردات :
(أَثاماً) عقابا وجزاء (مُهاناً) ذليلا مطرودا (لا يَشْهَدُونَ) إما من الشهادة أو من الشهود أى الحضور (بِاللَّغْوِ) اللغو : كل ما لا خير فيه من قول أو فعل (لَمْ يَخِرُّوا) الخرور. السقوط على غير ترتيب ونظام (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) المراد ما به تقر عيوننا أى : تسكن وتهدأ (الْغُرْفَةَ) كل بناء عال فهو غرفة المراد الدرجة الرفيعة ، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها (ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) يقال : أنا لا أعبأ بفلان أى لا أبالى به ، وأصل العبء هو الحمل الثقيل : والمراد ما كان له عندي وزن ولا قدر.
وهذه صفات سلبية بعيدة كل البعد عن العباد المؤمنين ، وهي صفات المشركين الجاهلين ، فقد كان منتشرا عندهم الشرك وعبادة الصنم ، وقتل النفس بغير حق ، والإغارة على الآمن ، ووأد البنات خوف الفقر ، والزنا السرى في الأشراف ، العلنى في الإماء. وغير ذلك من الموبقات.
وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن سعود قال : قلت : يا رسول الله. أى الذنب أكبر عند الله؟ قال : «أن تدعو لله ندّا وهو خلقك» قال : ثم أى؟ قال : «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قال : ثم أى؟ قال : «أن تزانى حليلة جارك» فأنزل الله ـ تعالى ـ تصديقها في هذه الآيات.
المعنى :
وعباد الرحمن الموصفون بما تقدم من صفات هم أيضا المنزهون عن تلك ..
٦ ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) فهم البعيدون عن الشرك بالله ، ولا يدعون مع الله إلها آخر بل وجهتهم ربهم ، به آمنوا ، وعليه توكلوا ، وإليه التجئوا مخلصين غير مشركين.