قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ جوفه شعرا» يريد النبي صلىاللهعليهوسلم لأن يمتلئ الجوف قيحا يأكله خير من أن يمتلئ جوفه شعرا ، وبين قوله صلىاللهعليهوسلم «إن من البيان لسحرا ، وإن من الشعر لحكمة»
فالشاعر الذي وقف نفسه على نصرة الحق والدفاع عن الوطن ، والذود عنه ، وعلى مدح من يستحق المدح كمن مدح النبي صلىاللهعليهوسلم قديما وحديثا ، ومن تكلم فأجاد من المواقف الوطنية التي تربى النفوس ، وتهذب العقول ، وتوحد الصفوف ، وليس كالشاعر الذي يتكلم في الغزل ، ويتشبب بالنساء والغلمان ، والذي يدعو إلى الفجور والفسق ، وإن كان كلامه تحفة فنية في باب الأدب ، الأول ممدوح شرعا ، والثاني مذموم.
ولهذا استثنى القرآن بقوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ودفعوا عن النبي ودينه كحسان بن ثابت وابن رواحه الذي يقول النبي صلىاللهعليهوسلم في شعره «خلّ عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم ـ أى قريش ـ من نضح النّبل» وما شعر حسان بن ثابت وشعر البوصيرى ، وشعر شوقي عنك ببعيد.
ثم ختمت السورة بهذا التهديد الشديد : وسيعلم الذين ظلموا أنفسهم أى منقلب ينقلبون.