بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠) قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١) فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٤))
المفردات :
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) التفقد تطلب ما غاب عنك وتعرف أحواله. والطير اسم جنس لكل طائر (بِسُلْطانٍ) بحجة قوية بينة (أَحَطْتُ) الإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته (مِنْ سَبَإٍ) اسم مدينة في اليمن والمراد أهلها (بِنَبَإٍ) النبأ الخبر المهم (الْخَبْءَ) ما خبأته فاختبأ (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) ألا تتكبروا (أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) أشيروا على أيها الأشراف ماذا أفعل في هذا الأمر (قاطِعَةً أَمْراً) مبرمة أمرا (لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) لا طاقة لهم بها (بِعَرْشِها) الظاهر أن المراد بالعرش هو سرير الملك (يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) الطرف تحريك الأجفان وفتحها للنظر ، وارتداده انضمامها (نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) غيروه (الصَّرْحَ) القصر المشيد (لُجَّةً) اللجة : الماء المجتمع الكثير (مُمَرَّدٌ) الممرد الأملس ومنه الأمرد.
خلاصة القصة : كان لسليمان علم بمنطق الطير كما مر ، فكان يعرف ما تريده الطير ، وكانت الطيور مسخرة له ، يكلفها بما يشاء ، وتفقد سليمان في يوم من الأيام