نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (١٠١) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢))
المفردات :
(مَرَدُوا) مرنوا عليه وحذقوه حتى بلغوا الغاية القصوى فيه.
المعنى :
مما أكرم الله به النبي صلىاللهعليهوسلم أن جعل أمته وسطا عدولا خيارا شهداء على الناس يوم القيامة ، وكانت أمته خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله حقا ، وكان خيارها أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ وأعلاهم في الشرف السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
أما السابقون من المهاجرين وهم الذين صلوا إلى القبلتين [إلى الكعبة وإلى بيت المقدس] وقيل : هم المهاجرون قبل صلح الحديبية ، لأن المشركين قبل ذلك كانوا يضطهدون المؤمنين ويعذبونهم أشد العذاب ، ويحاربونهم في عقر دارهم فكان الفرار منهم إلى النبي صلىاللهعليهوسلم في المدينة أعظم دليل على صدق الإيمان وأكبر تضحية للإنسان ، وقيل : هم أهل بدر ، وإذا كان السبق في الإيمان والهجرة والجهاد والبذل والنصرة ، كان أفضل السابقين الخلفاء الأربعة على الترتيب ثم باقى العشرة المبشرين بالجنة ، وليس كل سابق أفضل من مسبوق.
وأما السابقون من الأنصار فهم الذين أسلموا قبل أن يكون للمسلمين قوة مرهوبة الجانب ، وقيل : هم أصحاب البيعة الأولى وكانوا سبعة أو أصحاب البيعة الثانية وكانوا سبعين رجلا وامرأتين ، أما بعد أن صار للمسلمين دولة فقد ظهر النفاق في المدينة وما حولها ، وأما الذين اتبعوهم بإحسان في الهجرة والنصرة وصدق الإيمان ، فهم الذين