أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥٠) وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١))
المفردات :
(الشَّاهِدِينَ) الحاضرين (قُرُوناً) أمما (فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) أى طال عمرهم (ثاوِياً) مقيما يقال ثوى بالمكان يثوى به أقام (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) المراد فإن لم يفعلوا (تَظاهَرا) تعاونا (وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) أتبعنا بعضه بعضا في الإنزال ليتصل التذكير.
وهذا لون من العبرة بقصة موسى ، ونتيجة عامة لسوقها ، إذ هي من الأدلة على صدق الرسول حيث قص أخبارا صادقة عن قوم لم يشهدهم ولم يكن معهم ، ولم ترو له أخبارهم ، فلم يبق إلا الوحى مصدرا لهذا كله ، وفي ذلك عبرة وعظة ، ودليل على صدق النبي صلىاللهعليهوسلم.
وهذا أيضا شروع في بيان أن إنزال القرآن الكريم جاء في زمن ، الحاجة فيه ماسة وداعية إليه.
المعنى :
وما كنت يا محمد بجانب المكان أو الجبل الغربي وقت أن قضينا إلى موسى الأمر ، وألزمناه العهد ، وأنزلنا عليه الحكم ، وما كنت من الحاضرين لذلك فتعلمه وتخبر به ، ولكنا أوحيناه إليك وأعلمناك بخبره ليكون معجزة لك ، وشاهد صدق على نبوتك ، وكانت الحاجة القصوى داعية إلى ذلك حيث طال العهد فقست قلوب الناس ، وانتشر الفساد والظلم حتى عم العالم أجمع ، وأصبح في ضلالة وجاهلية يتردى فيها ، نعم تطاول على الناس العمر حتى نسوا ذكر الله ، وقست قلوبهم فأرسل محمد صلىاللهعليهوسلم مجددا العهد الإلهى ، وداعيا إلى الله بإذنه ، وسراجا منيرا (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى