فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥))
المفردات :
(الْخِيَرَةُ) أى الاختيار (تُكِنُ) تخفى (سَرْمَداً) دائما مأخوذ من السرد وهو المتابعة (تَسْكُنُونَ فِيهِ) تهدءون فيه وتستريحون (وَنَزَعْنا) أخرجنا (وَضَلَّ عَنْهُمْ) تاه.
المعنى :
وربك يا محمد صاحب الجلالة ، إليه الأمر كله ، وهو المنزه عن كل نقص ، الموصوف بكل حمد ، الرحمن الرحيم ، صاحب الفضل العميم ، يخلق ما يشاء لا معقب عليه ، ولا راد له ، ويختار ما يشاء من الأفعال والأحكام ، ومن يشاء من الخلق لما يشاء من الأمر ، وهذا متصل بذكر الشركاء لله والشفعاء له ، وقيل هو رد لكلام الوليد بن المغيرة حين قال : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) يعنى بذلك نفسه وعروة بن مسعود الثقفي شيخ الطائف.
وهذا عجب وأى عجب؟! أهم يقسمون رحمة ربك؟ أهم أوصياء على فاطر السموات والأرض ، أليس الله أعلم حيث يجعل رسالته ، وهو أعلم بخلقه وأحوالهم واستعدادهم (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سبحان الله وتعالى عما يشركون ، وربك يعلم ما تكن صدورهم وتخفيها ، وما تبديها وتعلنها إذ هو العليم بذات