وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣))
المفردات :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ) أى : أمرناه ، فكلمة وصى في اللغة كأمر في معناها وتصرفها (حُسْناً) أى : بأن يفعل معهم حسنا ، أى : فعلا ذا حسن ، أو هو نفس الحسن مبالغة (فِتْنَةَ النَّاسِ) أى أذاهم واستعمال القوة والعنف في الرد عن الإسلام (أَثْقالَهُمْ) أوزارهم.
لا يزال الكلام في فتنة المسلمين وردهم بالقوة عن الإسلام ، والذين فتنوهم المستضعفون ، ومن فتنهم هم الكفار الأقوياء أصحاب الجاه والسلطان ، ومن كان يملك رقابهم ، وهناك صنف آخر من المعذبين الذين فتنوا هم الأبناء والأقارب والذين فتنهم آباؤهم وأقاربهم مستخدمين سلاح العطف وصلة الرحم ، ولذا نبه الله هنا على ذلك ، ونزلت تلك الآية وآية لقمان وآية الأحقاف في سعد بن أبى وقاص.
وروى عن سعد قال : كنت بارا بأمى فأسلمت فقالت : لتدعن دينك أولا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي ويقال لك : يا قاتل أمك ، وبقيت يوما ويوما فقلت يا أماه! لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا ، فإن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلى ، فلما رأت ذلك أكلت ، ونزلت الآية.
المعنى :
ووصينا الإنسان بوالديه أن يفعل معهما فعلا حسنا ، وقلنا له : إن جاهداك لتشرك بالله ما ليس لك به علم ، أى : ما لا علم لك بألوهيته كالأصنام ، والمراد بنفي العلم المعلوم كأنه قال : وإن جاهداك وحملاك بالفتنة والإغراء على أن تشرك بالله شيئا لا