يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧))
المفردات :
(يَتَوَفَّاكُمْ) يقبض أرواحكم (حَنِيفاً) مائلا عن الشرك وما يتبعه (بِضُرٍّ) من مرض أو ألم.
المعنى :
قل يا محمد للناس جميعا قولا مجملا مختصرا تبين فيه الخطوط الرئيسية لرسالتك العامة الشاملة ، إن كنتم في شك قليل من ديني ورسالتي فاعلموا أنى لا أعبد الذين تعبدونهم من دون الله أبدا ، كالأحجار ، والأصنام ، والأوثان ، والبشر هؤلاء جميعا لا ينفعون ولا يضرون أنفسهم فكيف يتصور منهم نفع أو ضر لغيرهم؟ ولكني أعبد الله وحده لا أشرك به شيئا ـ سبحانه وتعالى ـ الذي يتوفاكم إليه ، وإليه مرجعكم وجزاؤكم ، وعنده حسابكم الدقيق الذي أحصى كل شيء عددا ، وأمرت أن أكون من المؤمنين الناجين من عذاب يوم القيامة ، وهذا الوصف بالإيمان يجمع جميع شعبه ونواحيه ، وأمرت بأن أقيم وجهى خالصا لله ولدينه مائلا عن الشرك بكل صوره وأشكاله البسيطة والكبيرة ، ونهيت عن أن أكون من المشركين ، ولا تدع يا محمد متجاوزا الله ـ سبحانه ـ ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين لنفسك.
واعلم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ إن يمسسك في جسمك أو في مالك بأى شكل كان فلا كاشف لهذا الألم والضر إلا هو ..
وإن يرد بك خيرا في دينك أو دنياك فلا راد لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، ولا مانع لفضله ـ سبحانه وتعالى ـ عما يصفون.
بل فضله يصيب به من يشاء من خلقه حسب حكمته وعلمه وهو الحكيم في أمره العليم بخلقه وهو الغفور الرحيم.