المعنويّة التي هي سعادة الوجود والبقاء مع الخلود.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)(١).
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢).
فهنا قد لوحظ الماء ـ وهو أصل الحياة ـ في مفهومه العام المنتزع منه الشامل للعلم ، فيعم الحياة المادية والمعنوية.
وأيضا قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ...)(٣) ، أي فليمعن النظر في طعامه ، كيف عملت الطبيعة في تهيئته وتمهيد إمكان الحصول عليه ، ولم يأته عفوا ، ومن غير سابقة مقدمات وتمهيدات. لو أمعن النظر فيها ؛ لعرف مقدار فضله تعالى عليه ، ولطفه ورحمته ؛ وبذلك يكون تناول الطعام له سائغا ، ومستدعيا للقيام بالشكر الواجب.
هذا ، وقد روى ثقة الإسلام الكليني بإسناده إلى زيد الشحّام ، قال : سألت الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قلت : ما طعامه؟ قال : «علمه الذي يأخذه عمّن يأخذه». (٤).
والمناسبة هنا ـ أيضا ـ ظاهرة ؛ لأن العلم غذاء الرّوح ، ولا بدّ من الاحتياط في الأخذ من منابعه الأصيلة ، ولا سيّما علم الشريعة وأحكام الدين الحنيف.
__________________
(١) الأنفال / ٢٤.
(٢) آل عمران / ١٦٤.
(٣) عبس / ٢٤.
(٤) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٢٩.