الوجود وبدء الكائنات وأخبار الأمم الخالية وأحاديث الأنبياء ، وكثير من القصص الأسطورية التي جاءت في التوراة ، وسائر الكتب السالفة.
وكانت النفوس ميّالة لسماع تفاصيل ما جاء إجمالها في القرآن الكريم ، ولا سيّما فيما يعود إلى أحداث يهودية أو نصرانية ، ممّا جاء في العهدين. فكان المسلمون يستمعون إلى أقاصيص هؤلاء ، ويصغون مسامعهم إلى تلكم الأساطير.
وقد تساهل التابعون ـ رغم مناهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه الكرام ـ فزجّوا في التفسير بكثير من هذه الإسرائيليات ، بدون تحرّ وتمحيص. وأكثر من روى عنه ذلك من مسلمي أهل الكتاب : عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، ووهب بن منبّه ، وعبد الملك بن جريج ، وأضرابهم.
الأمر الذي يؤخذ على التابعين مساهلتهم هذه ، كما هو مأخوذ على من جاء بعدهم ، وسار على نفس المنوال من غير رويّة وتحقيق (١).
وسوف نستعرض هذه الناحية عرضا موسّعا ، عند الكلام عن أسباب الوهن في التفسير بالمأثور ، وأنّ الروايات التفسيرية غير نقية ، هي بحاجة إلى تنقيح.
منابع التفسير في عهد التابعين
كان التلقّي في التفسير هو العنصر الأولى ، والأداة المفضّلة لفهم كتاب الله تعالى ، ذلك العهد ؛ إذ كان التابعون يسيرون في أثر الصحابة وكانوا تربيتهم بالذّات ، فانتهجوا منهجهم بطبيعة الحال. غير أنهم أخذوا بالتوسع والتفتّح إلى آفاق واسعة الأرجاء ، حسب توسع رقعة الإسلام ودخول الأقوام في دين الله
__________________
(١) راجع : أحمد أمين فجر الإسلام ، ص ٢٠٥ والتفسير والمفسرون ، ج ١ ، ص ١٣٠.