علم الرجل وشموخ فكره الصائب ، ينبغي مراجعتها فإنها ممتعة جدّا.
٦ ـ عطاء بن أبي رباح
أبو محمّد عطاء بن أبي رباح أسلم ـ وقيل : سالم ـ بن صفوان ، من أصل نوبي (١٧ ـ ١١٥) كان من أجلّة فقهاء مكة وزهّادها ، ومن خواصّ ابن عباس والمتربّين في مدرسته. (١) وهو الذي حضر وصيته بالطائف في جماعة من الشيوخ ، وروي عنه حديث الإمامة والولاية ـ على ما سبق في ترجمة ابن عباس (٢) ـ مما يدلّ على مبلغ ولائه لأهل البيت وتمسّكه بأذيالهم الطاهرة ، شأن سائر المتربّين بتربية ابن عباس الصحابي الملهم الجليل.
وذكره أبو نعيم في التابعين ممن رووا عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام. (٣) كما ذكر ثناء الإمام عليه ، فيما أخرجه بإسناده عن أسلم المنقري ، قال : كنت جالسا مع أبي جعفر فمرّ عليه عطاء ، فقال : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحجّ من عطاء بن أبي رباح. وعن أحمد بن محمد الشافعي ، قال : كانت الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد الحرام لابن عباس ، وبعد ابن عباس لعطاء بن أبي
__________________
(١) صرّح الكشّي (ص ١٨٨ رقم ٩٢ و ٩٣) بأن عطاء بن أبي رباح تلميذ ابن عباس. وكان ولده : عبد الملك وعبد الله وعريف ، نجباء من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام. وقد تقدّم في ترجمة طاوس.
(٢) نقلا عن كفاية الأثر للخزّاز الرازي ، ص ٢٩٠. والبحار ، ج ٣٦ ، ص ٢٨٧ ، رقم ١٠٩.
(٣) وهم أربعة : عمرو بن دينار ، وعطاء بن أبي رباح ، وجابر الجعفي ، وأبان بن تغلب. ومن الأئمّة والأعلام : ليث وابن جريج وابن أرطأة في آخرين ، راجع : حلية الأولياء ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ، في ترجمة الإمام ، برقم ٢٣٥. وعنه كشف الغمة للأربلي ، ج ٢ ، ص ١٣٤. والوحيد في التعليقة على هامش الاسترآبادي ، ص ٢٢١.