بحديث إلّا حفظته ، ولا حدّثني رجل بحديث فأحببت أن يعيده عليّ. قال العجلي : سمع من (٤٨) صحابيا ، ولا يكاد يرسل إلّا صحيحا.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه : وسئل عن الفرائض التي رواها الشعبي عن عليّ عليهالسلام ، فقال : هذا عندي ما قاسه على قول عليّ ، وما أرى عليّا كان يتفرّغ لهذا.
قال ابن حبّان في ثقات التابعين : كان فقيها شاعرا ، مولده سنة (٢٠) ومات سنة (١٠٩) ، وكان فيه دعابة. وقال أبو جعفر الطبري : كان ذا أدب وفقه وعلم. وقال أبو اسحاق : كان واحد زمانه في فنون العلم (١).
هذا ، ولم يكن حظ الشعبي من التهم بأحسن من سابقيه ، كسائر الكوفيين كانوا معرض التهم.
١٧ ـ عمرو بن شرحبيل
أبو ميسرة الهمداني الوادعي الكوفي. روى عن عليّ عليهالسلام وعبد الله بن مسعود ، وكان من أصحابه ، ومن النفر الستة الذين كانوا يقرءون الناس ويعلّمونهم السنّة ، ويصدر الناس عن رأيهم (٢). وهكذا روى عن حذيفة وسلمان وقيس بن سعد بن عبادة وأشباههم من خلّص الأصحاب. قال عاصم بن بهدلة عن أبي وائل : ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة. كان صوّاما قوّاما ، ناسكا زاهدا ، من أفاضل أصحاب ابن مسعود. وكان إمام مسجد بني وادعة بالكوفة.
كان موضع ثقة ابن مسعود ، سأله يوما قال : ما تقول يا أبا ميسرة في (الْخُنَّسِ ،
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ٦٥ ـ ٦٩.
(٢) تاريخ بغداد ، ج ١٢ ، ص ٢٩٩.