أعمالكم الصالحة» (١).
وكان معبّرا للرؤيا ، معروفا بذلك. فوجّه إليه عبد الملك بن مروان من يسأله عن منامه ، كان قد رأى كأنّه قد بال في المحراب أربع مرّات! فقال سعيد بن المسيّب : يملك من ولده لصلبه أربعة. فكان كما قال ، فإنه ولّي الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وهم أولاد عبد الملك لصلبه (٢).
٣ ـ مجاهد بن جبر
هو أبو الحجاج المخزومي المكي ، المقرئ المفسّر. ولد سنة (٢١) ، وتوفّي بمكة ساجدا سنة (١٠٤) كان أوثق أصحاب ابن عباس ، ومن ثم اعتمده الأئمّة وأصحاب الحديث والتفسير.
وروي عنه أنه قال : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات ، أقف عند كل آية ، أسأله فيم نزلت ، وكيف نزلت.
قال ابن أبي مليكة (٣) : رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه ، فيقول له ابن عباس : اكتب ، حتى سأله عن التفسير كله. ومن ثم قيل : أعلمهم بالتفسير مجاهد.
وقال سفيان الثوري : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
قال الذهبي : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به. كان ثقة مأمونا ،
__________________
(١) الحلية ، ج ٢ ، ص ١٧٠ ، وابن خلكان ، ج ٢ ، ص ٣٧٨.
(٢) ابن خلّكان ، ج ٢ ، ص ٣٧٨.
(٣) هو عبد الله بن عبيد الله التميمي المدني أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثقة فقيه مات سنة (١١٧) ولّاه ابن الزّبير قضاء الطائف. (تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٠٧)