المغادرة إلى بيت الله الحرام حتى توفّاه الله ، عليه رضوان الله (١).
ولسيدنا الأستاذ العلّامة الفاني ـ رحمة الله عليه ـ رسالة وجيزة في براءة الرجل ، استوفى فيها الكلام بشأنه ، جزاه الله خيرا عن الحق وأهله. (٢)
توسّعه في التفسير
ولم تمض العشرة الأولى من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا ونرى ابن عباس قد تفرّغ للتفسير واستنباط معاني القرآن. (٣) بينما سائر الصحابة كانت قد أشغلتهم شئون شتى ، مما يرجع إلى جمع القرآن أو إقرائه ، أو تعليم السنن والقضاء بين الناس ، أو التصدّي لسياسة البلاد ، وما شاكل. وإذا بابن عباس نراه صارفا همّته في فهم القرآن وتعليمه واستنباط معانيه وبيانه ، مستعيضا بذلك عمّا فاته أيام حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمكان صغره وعدم كفاءته ذلك الحين. فكان يستطرق أبواب العلماء من الصحابة الكبار ، كادّا وجادّا في طلب العلم من أهله أينما وجده ، ولا سيّما من الإمام أمير المؤمنين باب علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما لم يفته عقد حلقات في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمدارسة علوم القرآن ومعارفه ونشر تعاليم الإسلام من أفخم بؤرته القرآن. ويقال : (٤) إن ذلك كان بأمر من الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ وبذلك فقد تحقّق بشأنه دعاء الرسول : «اللهمّ بارك فيه وأنشر منه»
__________________
(١) راجع : قاموس الرجال (ط الأولى) ج ٦ ، ص ٢ ـ ٦٥.
(٢) طبعت في قم المقدسة ، سنة ١٣٩٨ ه. ق.
(٣) كما قال الزركشي في البرهان ، ج ٢ ، ص ١٥٧. قال : «وهو تجرّد لهذا الشأن».
(٤) حدّثني بذلك السيد محمد باقر الأبطحي عن المرحوم زعيم الملّة في وقته السيد آغا حسين البروجردي قدسسره.