لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ...)(١) ـ :
وفي الآية دلالة على حجية قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيان الآيات القرآنية ، ويلحق به بيان أهل بيته ؛ لحديث الثقلين المتواتر وغيره. وأما سائر الأمّة من الصحابة أو التابعين أو العلماء ، فلا حجّية لبيانهم ، لعدم شمول الآية وعدم نصّ معتمد عليه ، يعطي حجّية بيانهم على الإطلاق.
قال : هذا كلّه في نفس بيانهم المتلقّى بالمشافهة. وأما الخبر الحاكي له ، فما كان منه بيانا متواترا أو محفوفا بقرينة قطعيّة وما يلحق به ، فهو حجة لكونه بيانهم. وأما ما لم يكن متواترا ولا محفوفا بالقرينة ، فلا حجية فيه ؛ لعدم إحراز كونه بيانا لهم.
قال : وأما قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ...)(٢) فإنه إرشاد إلى حكم العقلاء برجوع الجاهل إلى العالم ، من غير اختصاص بطائفة دون أخرى (٣).
هل المأثور من الصحابي حديث مسند؟
قال الحاكم النيسابوري : ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل ، عند الشيخين ، حديث مسند ، أي إذا انتهت سلسلة الرواية إلى صحابي جليل ، فإنّ ذلك يكفي في إسناد الحديث إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان الصحابي لم يسنده إليه.
__________________
(١) النحل / ٤٤.
(٢) النحل / ٤٣.
(٣) الميزان ، ج ١٢ (ط اسلامية) ، ص ٢٧٨.