الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين أخذوا علومهم من مصدر الوحي الأمين ، خالصة صافية ضافية. قال : وهذا تأويل الآية ، الذي هو باطن الآية ، مرادا إلى جنب ظاهرها حسبما عرفت (١).
الوضع عن لسان الأئمّة
من المؤسف جدا أن نجد كثرة الوضع في التفاسير المنسوبة إلى السلف الصالح ، ولا سيّما أئمة أهل البيت عليهمالسلام ؛ حيث وجد الكذابون ـ من رفيع جاه آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الأمّة ، ومواضع قبولهم من الخاصة والعامة ـ أرضا خصبة استثمروها لترويج أباطيلهم وتنفيق بضائعهم المزجاة. فصاروا يضعون الحديث ويختلقون لها أسانيد ، يرتفعون بها إلى السلف والأئمّة المرضيّين ؛ كي تحظى بالقبول والتسليم.
وفي أكثر هذه المفتريات ما يتنافى وقدسيّة الإسلام وتتعارض مع مبانيه الحكيمة ، فضلا عن منافرتها لدى الطبع السليم والعقل الرشيد.
ولحسن الحظّ ، أن غالبية أسانيد هذه الروايات المفتعلة ، أصبحت مقطوعة أو موهونة برجال ضعاف أو مشهورين بالوضع والاختلاق.
ومن ثم فإن الجوامع الحديثية التي حوت على أمثال هكذا تفاسير مأثورة نقلا عن الأئمّة عليهمالسلام لم تكد تصح منها إلّا القليل النادر ، على ما ننبّه عليه.
ففي مثل تفسير أبي النضر محمد بن مسعود العياشي (توفّي سنة ٣٢٠) الذي كان من أجمع التفاسير المأثورة ، قد أصبح مقطوع الإسناد ، حذف أسانيده بعض
__________________
(١) تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٧٨٩ بتصرف وتلخيص.