مدارس التفسير
نعم الخلف لخير سلف
لم يكد ينصرم عهد الصحابة إلّا وقد نبغ رجال أكفاء ، ليخلفوهم في حمل أمانة الله وأداء رسالته في الأرض ، وهم التابعون الذين اتبعوهم بإحسان ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وذلك هو الفوز العظيم.
إنهم رجال لم تمكّنهم الاستضاءة من أنوار ذلك العهد (عهد الرسالة) الفائض بالخير والبركات ، فاستعاضوا عنها بالمثول بين يدي أكابر الصحابة الأعلام ، والعكوف على أعتابهم المقدسة ؛ يستفيدون من علومهم ويهتدون بهداهم.
وقد كان أعيان الصحابة كثرة منتشرين في البلاد كنجوم السماء ، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ، أينما حلّوا أو ارتحلوا من بقاع الأرض ؛ وبذلك انتشرت تعاليم الإسلام ، وشاع وذاع مفاهيم الكتاب والسنّة النبوية بين العباد ، في مختلف البلاد.
مدارس التفسير
وحيثما ارتحل صحابي جليل وحلّ به من بلد إسلامي كبير ، كان قد شيّد فيه مدرسة واسعة الرحب ، بعيدة الأرجاء ، يبثّ بها معالم الكتاب والسنّة ، ويقصدها