قال الشريف المرتضى : وكان الحسن بارع الفصاحة ، بليغ المواعظ ، كثير العلم. وجميع كلامه في المواعظ وذمّ الدنيا ، أو جلّه مأخوذ ـ لفظا ومعنى ، أو معنى دون لفظ (١) ـ من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فهو القدوة والغاية ، فنقل عنه حكما ومواعظ جليلة.
ثم قال : وكان الحسن إذا أراد أن يحدّث في زمن بني أميّة عن أمير المؤمنين ، قال : قال أبو زينب (٢).
وقال الشيخ فريد الدين العطار النيسابوري : «كان الحسن إنّما يوالي عليّا أمير المؤمنين ، ومنه أخذ العلم ، وكان مرجعه في طريقة العرفان» (٣).
ولأبان بن أبي عياش كلام بشأن الحسن ، يدل على مغالاته في ولائه للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. قال : لما أودعه سليم بن قيس الهلالي كتابه وأوصاه أن لا يريح غير الخواصّ من الشيعة ـ : فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري ، وهو يومئذ متوار من الحجّاج. والحسن يومئذ من شيعة عليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ ومن مفرطيهم ، نادم متلهّف على ما فاته من نصرة عليّ والقتال معه. فخلوت به في شرقيّ دار أبي خليفة الحجّاج بن أبي عتاب الديلمي ، فعرضته عليه ، فبكى ثم قال : ما في حديثه شيء إلّا حقّ ، قد سمعته
__________________
(١) قال ابن عون : كان الحسن يحدّث بالحديث وبالمعاني. وقال جرير بن حازم : كان الحسن يحدثنا الحديث يختلف فيزيد في الحديث وينقص منه ، ولكنّ المعنى واحد. (طبقات ابن سعد ، ج ٧ ، ق ١ ، ص ١١٥ ، ط ليدن)
(٢) أمالي المرتضى ، ج ١ ، ص ١٥٣ و ١٦٢. وله كلام يأتي فيه وصف علي عليهالسلام نقله المرتضى (المصدر ، ج ١ ، ص ١٦٢)
(٣) تذكرة الأولياء ، ص ٣٤.