وكان علقمة فقيها في دينه ، قارئا لكتاب الله ، عالما بالفرائض. شهد صفّين وأصيبت إحدى رجليه فعرج منها. وكان الحارث أخوه أيضا فقيها جليلا ، وكان أعور. وأما أخوه الآخر أبيّ بن قيس فقتل يوم صفّين (١).
كان علقمة بن قيس من الثقات العشرة الذين خصّوا بالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقد روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الرسائل عن عليّ بن إبراهيم القمي بإسناده ، قال : كتب أمير المؤمنين عليهالسلام كتابا بعد منصرفه من النهروان ، أعرب فيه عن موضعه في إمرة المؤمنين. وأشهد عليه ثقاته من أصحابه المقرّبين ، وأمر كاتبه عبيد الله بن أبي رافع أن يقرأه على ملإ من الناس.
قال : فدعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع ـ وكان أبو رافع كاتب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال له : أدخل عليّ عشرة من ثقاتي ، فقال : سمّهم لي يا أمير المؤمنين ، فقال : أدخل : أصبغ بن نباتة ، وأبا الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، وزرّ بن حبيش الأسدي ، وجويرية بن مسهّر العبدي ، وخندف بن زهير الأسدي ، وحارثة بن مضرب الهمداني ، والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، (ومصباح النخعي (٢)) وعلقمة بن قيس ، وكميل بن زياد ، وعمير بن زرارة ، فدخلوا عليه
__________________
(ص ١٢٩ رقم ٥).
قلت : والظاهر زيادة الواو في نسخة الشيخ زيادة من نساخ الكتاب. لأن علقمة أصيب برجله في صفين ولم يقتل. وتوفّي سنة (٦٢ أو ٧٢) والمقتول أخوه أبيّ بن قيس. فالصحيح في العبارة : «قتل بصفّين أخوه أبيّ بن قيس» والله العاصم.
(١) رجال الكشّي ، ص ٩٣ رقم ٣٦ و ٣٧ و ٣٨.
(٢) زيادة في طبعة النجف. ليست في نسخة صاحب الوسائل ، وهي الصحيحة ، لأنه زيادة على العشرة. ولم يعهد من أصحابه عليهالسلام من يحمل هذا الاسم ، لكن في عبارة المامقاني ما يدلّ على أنه