٧ ـ روى علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(١) عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر (عليهالسلام) عن قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) قال الإمام : تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب ، قال الله : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ)(٢)(٣).
حيث أقنع الإمام الباقر سائله عن تفسير هذه الآية بالآية الثانية ، من أن الناس يوم الحساب تحتاج أجسادهم إلى الغذاء ولا يمنعهم من ذلك هول ذلك اليوم ورهبته.
ويؤيد هذا التفسير مناظرة جرت بين الإمام الباقر والأبرش الكلبي أبي مجاشع بن الوليد من أنه قال للإمام : بلغني أنك قلت في تفسير قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) أنها تبدّل خبزة ، فقال أبو جعفر (عليهالسلام) : صدقوا ، تبدّل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها فضحك الأبرش وقال : أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال (عليهالسلام) : ويحك ، أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوأ حالا إذ هم في الموقف أو في النار يعذبون؟ فقال : لا ، في النار ، فقال الإمام الباقر : ويحك ، إن الله يقول : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ* فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ)(٤) ، قال : فسكت (٥).
٨ ـ ونجد الإمام الباقر يقرن الآيات التي تتناول موضوعا واحدا مما يعد منهجا للتفسير الموضوعي للقرآن الكريم ، روى العياشي باسناده عن ليث بن سليم عن
__________________
(١) إبراهيم / ٤٨.
(٢) الانبياء / ٨.
(٣) تفسير القرآن ، علي بن إبراهيم القمي ، ٢ / ٢٢٣+ الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ٩ / ٣٨٢+ تفسير العياشي ، محمد بن مسعود ، ٢ / ٢٣٧+ بحار الأنوار ، محمد باقر المجلسي ، ٣ / ٢٢١.
(٤) الواقعة / ٥٢ ـ ٥٥.
(٥) مجمع البيان ، الطبرسي ، ٦ / ٣٢٤+ البرهان في تفسير القرآن ، علي بن إبراهيم القمي ، ٢ / ٣٢٣+ بحار الانوار ، محمد باقر المجلسي ، ٣ / ٢٢١. وقد ذكرنا في مكان آخر أنه جرت مناظرة تشبهها مع هشام بن عبد الملك استدل الإمام فيها بآيات غيرها.