يعبأ به الإمام الباقر (عليهالسلام) بل تصدق بجميعه على الفقراء والمحتاجين ، وكان كثيرا ما يكتم الصدقة فلا يظهرها لئلا يفسدها الرياء.
وقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليهالسلام) أنه قال : كان أبي أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مئونة ، وكان يتصدق كل جمعة بدينار وكان يقول : الصدقة يوم الجمعة تضاعف كفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام (١).
٦ ـ جوده وسخاؤه
لقد جبل الإمام الباقر (عليهالسلام) على الخير ومحبة الناس وصلتهم وإدخال السرور على الذين التقوا به من ذوي الحاجة والمسألة ، وكانت تلك الصفة من أهم عناصر شخصيته مضافة إلى العلم والفضل والإمامة وغيرها من الصفات التي تميز بها فكان من طليعة أعلام زمانه الذين ما زال التاريخ يحفظ لهم مواقفهم الكريمة ، ولم أجد في حدود ما اطلعت عليه من مصادر ترجمته من لم يصرح باتصاف الإمام بهذه الصفة فقد قال غير واحد منهم كان محمد بن علي بن الحسين مع ما هو عليه من العلم والفضل والرئاسة والإمامة ، ظاهر الجود في الخاصة والعامة ، مشهورا بالكرم في الكافة ، معروفا بالفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله (٢).
وعلى الرغم من أنه كان من أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مئونة إلا أن ذلك لم يكن حائلا دون كرمه وجوده ولأن من المعروف لدى الجميع أن الكرم لا يقاس بكثرة العطية أو قلتها بل بما يؤثر به الكريم غيره على نفسه وعياله ، وكذلك كان الإمام الباقر.
ونقلت إلينا نماذج كثيرة دلت على جوده وكرمه غير أننا سنقتصر على ذكر مختارات منها دون التعرض إلى الكل لعلمنا أن هذه المختارات ستكون وافية للاستدلال على ما قلناه :
__________________
(١) الأمالي ، الشيخ الصدوق ، ٢٨٢+ أعيان الشيعة ، محسن الأمين ، ق ١ / ٤ / ٤٧٢.
(٢) الوافي بالوفيات ، الصفدي ، ٤ / ١٠٢+ الفصول المهمة ، ابن الصباغ المالكي ، ٢٢٧.