زيارتكم كلّ حين ، قال : هات حاجتك ، قلت : أخبرني بدينك الّذي تدين الله عزوجل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عزوجل به. قال عليهالسلام : إن كنت أقصرت الخطبة ، فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينّك ديني ودين آبائي الّذي ندين الله عزوجل به ، شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله والإقرار بما جاء من عند الله ، والولاية لوليّنا ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع (١).
٣٠٩ ـ روى ثقة الإسلام الكلينيّ قدسسره بإسناده عن الحكيم بن عتيبة ، قال : بينا أنا مع أبي جعفر عليهالسلام والبيت غاصّ بأهله ، إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة له حتّى وقف على باب البيت ، فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثمّ سكت ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال : السلام عليكم ، ثمّ سكت حتّى أجابه القوم جميعا وردّوا عليهالسلام ، ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر عليهالسلام ، ثمّ قال : يا ابن رسول الله أدنيني منك جعلني الله فداك ، فو الله إنّي ما أحبّكم وأحبّ من يحبّكم لطمع في دنيا ، والله إنّي لأبغض عدوّكم وأبرأ منه ، وو الله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه ، والله إنّي لأحلّ حلالكم وأحرّم حرامكم وأنتظر أمركم ، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر : إليّ إليّ ، حتّى أقعده إلى جنبه ، ثمّ قال :
أيّها الشيخ ، إنّ أبي عليّ بن الحسين عليهالسلام أتاه رجل فسأله عن مثل الّذي سألتني عنه ، فقال له أبي عليهالسلام : إن تمت ، ترد على رسول الله عليهالسلام وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ، ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقرّ عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وإن تعش ، تر ما يقرّ الله به عينك ، وتكون معنا في السنام الأعلى.
فقال الشيخ : كيف قلت يا أبا جعفر عليهالسلام؟ فأعاد عليه الكلام.
فقال الشيخ : الله أكبر يا أبا جعفر ، إن أنا متّ أرد على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهمالسلام وتقرّ عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي وأستقبل
__________________
(١) الكافي ٢ / ٢١ ح ١٠ ؛ بحار الأنوار ٦٩ / ١٣.