الله حافظك وناصرك (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) والمراد بالكتاب القرآن ، وبالحكمة هنا السنة (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) من خفيات الأمور.
١١٤ ـ (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ) الكلام من فعل الإنسان أو كفعله يكون خيرا أو شرا تبعا لآثاره وثماره (إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) وهي خير لأنها تعود بالنفع على من أعطى وأخذ (أَوْ مَعْرُوفٍ) اسم جامع لكل ما هو حسن عقلا وشرعا وعرفا ، ولا يتنازع فيه اثنان (أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) وفي الحديث : «إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام». (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) لا حياء أو رياء ، ولا لمنصب أو جاه (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) وكل عامل أجره على من عمل له.
١١٥ ـ (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ) يخالفه ويعانده (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى) الحق (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) المطيعين لله ورسوله (نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى) نخذله ونخلي بينه وبين من اعتمد عليه.
١١٦ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ ...) تقدم في الآية ٤٨ من هذه السورة.
١١٧ ـ (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) من دون الله (إِلَّا إِناثاً) لم يكن في الجاهلية حي من العرب إلا ولهم صنم يعبدونه ، ويسمونه أنثى بني فلان (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) حيث أغراهم بعبادة الأحجار فأطاعوه.
١١٨ ـ (لَعَنَهُ اللهُ) ولعن من أطاعه (وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) فرض الشيطان أن يأخذ لنفسه من عباد الله ، الضالين المضلين ، ويترك لله الهادين المهديين.
١١٩ ـ ١٢١ (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) بالأباطيل والأكاذيب ، والشيطان في صراحته هذه أفضل ألف مرة
____________________________________
الإعراب : (وَلَوْ لا) حرف يدل على امتناع الشيء لوجود غيره. و (فَضْلُ) مبتدأ وخبره محذوف ، أي لو لا فضل الله عليك موجود. (مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) على حذف مضاف ، أي الا نجوى من أمر ، ومحل نجوى هذه المحذوفة النصب على الاستثناء المتصل ، ومن مجرور بإضافتها. و (ابْتِغاءَ) مفعول لأجله ليفعل. (وَمَصِيراً) تمييز. (إِنْ يَدْعُونَ) (ان) نافية. وإلا أداة حصر. (وَإِناثاً) مفعول يدعون ، ومثلها شيطانا. وجملة (لَعَنَهُ اللهُ) في موضع نصب صفة للشيطان. واللام في (لَأَتَّخِذَنَ) وما بعدها واقعة في جواب قسم محذوف.