من العميل المحتال والخائن المنافق (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) البتك : القطع ، والأنعام : الإبل والبقر والغنم ، وكان العرب في الجاهلية يقطعون أو يشقون آذان بعض الأنعام ويوقفونها للأصنام (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) كخصاء العبيد والسحق واللواط (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا ...) قائدا له فهو من القوم الخاسرين دنيا وآخرة.
١٢٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) تقدم أكثر من مرة (أَبَداً) نصب على الظرفية (وَعْدَ اللهِ) مفعول مطلق لسندخلهم (حَقًّا) حال ويجوز أن يكون النصب على المصدر أي حق ذلك حقا.
١٢٣ ـ (لَيْسَ) اسمها محذوف أي ليس الأمر أو ليس ما وعد الله تنالونه (بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) ليست الخيرات بمنى الشهوات ، بل بالجد والعمل (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) وإلا كان المحسن والمسيء عند الله بمنزلة سواء.
١٢٤ ـ (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ...) لا فرق عند الله والناس الطيبين ، بل ولا في الشرائع والقوانين ، أن فاعل الخير يكرم ويثاب وفاعل الشر يستحق الذم والعقاب ذكرا كان أم أنثى.
١٢٥ ـ (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أول شرط من شروط الإيمان ، وهو الإخلاص في القول والعمل (وَهُوَ مُحْسِنٌ) الشرط الثاني أن تحسن لعباد الله وعياله ، وعلى الأقل أن تكف أذاك عنهم (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) مائلا عن طريقة المجرمين إلى طريقة ابراهيم طريقة الله والحق
____________________________________
الإعراب :ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم ، كل فعل من هذه الأفعال الثلاثة قد عمل بشيء محذوف ، أي لأضلنهم عن الهدى وأمنينهم الباطل ، وآمرنهم بالضلال. والمفعول الثاني ليعدهم محذوف ، أي يعدهم النصر. وعنها متعلق بمحذوف حالا من محيص ، أي كائنا عنها محيصا ، ولو تأخر لفظ (عَنْها) لتعلق بصفة لمحيص ، ولا يجوز أن يتعلق بيجدون ، لأن يجدون لا تتعدى بعن. (وَالَّذِينَ آمَنُوا) مبتدأ ، وخبره (سَنُدْخِلُهُمْ). و (خالِدِينَ) حال من (الَّذِينَ آمَنُوا). و (أَبَداً) منصوب على الظرفية ، ويدل على استغراق المستقبل. و (وَعْدَ اللهِ) مفعول مطلق لسندخلهم ، لأنه يتضمن معنى الوعد. و (حَقًّا) حال من (وَعْدَ اللهِ) ، ويجوز أن ينصب على المصدر ، أي حق ذلك حقا. (وَمَنْ أَصْدَقُ) استفهام ، فيه معنى النفي ، أي لا أحد أصدق ، ومحله الرفع بالابتداء ، و (أَصْدَقُ) خبر. و (قِيلاً) تمييز ، تماما كقولك : هو أكرم منك فعلا.