والعدل (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) أي جامعا لخلال الحمد ، وقال الإمام جعفر الصادق (ع) : إن الله اتخذ ابراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، واتخذه نبيا قبل أن يتخذ ، رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يأخذه خليلا.
١٢٧ ـ (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) يسألونك يا محمد عما يجب عليهم في أمر النساء (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَ) يبين لكم الأحكام بلسان نبيه الكريم (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) وأيضا القرآن فيه تبيان الأحكام وكل ما تحتاجون إليه من أمور الدين ، ومن جملة ذلك ما جاء (فِي يَتامَى النِّساءِ) المحجر عليهن لسبب أو لآخر بدليل قوله تعالى : (اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَ) من إرث أو مهر (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) كان الرجل في الجاهلية يضم اليتيمة إلى نفسه ، فإن كانت جميلة نكحها وأكل مالها ، وإن تك دميمة منعها من الزواج حتى تموت وورثها من دون أرحامها (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ) وأيضا يكفيكم الله في الصبيان بأن تعطوهم حقوقهم من الميراث (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) بالعدل في مواريثهم والإنفاق عليهم منها بالمعروف ، وتربيتهم تربية صالحة ذكورا كانوا أم إناثا (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) مع الأيتام والنساء وأي مخلوق (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً) أي لا يضيع أجر من أحسن عملا ١٢٨ ـ (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) قد تشعر الزوجة من زوجها ترفعا عليها أو إعراضا عنها (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً) فلا بأس عليه ولا عليها أن يتصالحا مباشرة أو بواسطة أحد الطيبين ، فيجاهد هو نفسه ، وتصبر هي ، ويرضى كل بما قسم له (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) من الطلاق وشتات العيال والأطفال (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) مطبوعة عليه ، فلا تسمح بشيء من حقها ، بل وتطمع في حقوق الآخرين ، ومن هنا جاءت المشكلات والمشاحنات.
١٢٩ ـ (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ) في الحب والمودة (وَلَوْ حَرَصْتُمْ) أولا لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وثانيا أن التكافؤ في ميل القلب بين زوجتين لا يتحقق إلا أن تكون الزوجتان متكافئتين متساويتين خلقا وخلقا وذوقا وذكاء وفي كل المؤهلات! وهذا تعليق على المحال عادة ، ولذا أوجب سبحانه العدل بين الزوجات في النفقة وحسن المعاشرة دون الميل والمودة ، وقال في هذا الميل «(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا) ... (وَلَوْ حَرَصْتُمْ)» وقال في النفقة» (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً).
(فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) لا تجوروا على المرغوب عنها (فَتَذَرُوها) تجعلوها (كَالْمُعَلَّقَةِ) لا هي بزوجة تتمتع بحقوق الزوجية ، ولا بمطلقة تلتمس زوجا آخر (وَإِنْ تُصْلِحُوا) حاولوا الصلح ما استطعتم (وَتَتَّقُوا) الله