عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً) رماها اليهود بما يهتز له العرش ، ومع ذلك الكثير من نصارى العصر الراهن حلفاء أحمّاء لليهود.
١٥٧ ـ (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ) كذّب سبحانه زعم اليهود بأنهم قتلوا السيد المسيح تماما كما كذّب الذين خاطبوا محمدا بقولهم (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) حيث ردّ عليهم سبحانه بهذه الآية : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) ـ ٢٢ التكوير». (وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) حيث ألقى سبحانه على المصلوب شبه عيسى (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) في عيسى وأنه قتل أو لم يقتل ، أو هو إنسان أو إله أو ابن إله (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) وجهل وعمى عنه (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) الذي لا يغني عن الحق شيئا (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) نصبا على المصدرية أي تيقنوا أيها الناس يقينا.
١٥٨ ـ (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) وجعله في منجى من قتلة الأنبياء.
١٥٩ ـ (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) جاء في بعض الأحاديث أن كل إنسان ينكشف له ساعة النزع والاحتضار عما كان يعتقده في الحياة الدنيا حقا كان أم باطلا ، وهذه الآية الكريمة تشهد بالصدق والصحة لتلك الأحاديث حيث دلت بظاهرها على أن كل كتابي يهوديا كان أم نصرانيا لا بد أن يؤمن بعيسى آنذاك مع العلم بأن هذا الإيمان لا يجديه شيئا لأنه تماما كالإيمان في يوم القيامة حيث لا تكليف ولا عمل.
١٦٠ ـ (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) ما حرمنا على اليهود بعض الطيبات التي هي حلال بذاتها لهم ولغيرهم ـ إلا لذنب وظلم عظيم ارتكبوه (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً) وأيضا من سيئات اليهود أنهم صدوا أناسا كثيرين عن اتباع الحق بكل وسيلة.
١٦١ ـ (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ) والمعروف عند أهل الإختصاص ان اليهود هم أول من سنّ الربا وشرع تحليله (وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) كالرشوة التي يأخذها أقوياؤهم من ضعفائهم.
١٦٢ ـ (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ) كعبد الله ابن سلام ومن آمن معه بمحمد (ص) (وَالْمُؤْمِنُونَ) من المهاجرين والأنصار ، كل أولاء (يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) يا محمد (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) على إبراهيم
____________________________________
الإعراب : (عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) عطف بيان من المسيح ، والكلمات الثلاث عيسى وابن مريم بمنزلة الكلة الواحدة ، مثل لا رجل ظريف في الدار ـ هكذا جاء في مجمع البيان ـ ورسول الله صفة لعيسى.